الاثنين، 13 نوفمبر 2017

حيدر الزيدي///////

.. جنــــــــائز الــــــــشّوق .....

فؤاد ينـــــــأى عن نافذة الانـــتظار

جنائز الشوق تحملها الضّباع الى القبور

تلظى شــال الريح تساقط الصفصاف

الارض فرسٌ مشردٌ ووحّـــام زيتون

قناع من التـّــفاح خلفـّـه قبــــس البذّار

منديل أبي فوق السروة الرمـــاديه

عصافير تنقر ذكراه تنام على عصاه

زهرةٌ خرساء على اضراس طاحونه

بيدق مكسور والجــــــند موتى

الليل مقطـــوعة قطاف تميمه مزمار

أيتام ذي قار تحتضن فردوسها المكسور

الف عام والثعابين تمرّح في العراق

تلتهم حمائم الاصيل وتكسف ربّابة الفرات

غرائس النوح كسوة سمــير اميس

وغريب يمرّق الى أقاصي الاحتضار

هتوف الايائل شيع الفؤاد العطوب

ترقرت سحائب الصبية العمياء

قطائر من مآقيها شابت على نقاب الزعفران

عللّت فرحها المهياف بالسلوى وبالقار

رانت شجيرات شباكها الازرق

كأن ( الاناطون) والخطئية الكبرى

صبر ثيودوره في العراء الينا ياصبرها

حشائش البريه وكسّت ابليس والجمته العثار

هذه الارض براء مغبوطه البسوها الاسكيم

عترة الملح تغمي مقلتيها ثم ترسب في الغروب

وفود النسيم تشدخ في قرطاس الملال

مناسم ناقة ٌتعكزت ذكرى جوريه وأرمدة نهار

فتلات رمامها كالبحيرة الصفراء

ثمدها أوجاع الكروان وأسلاف نحيب

عسيف المسير الى النكوس متون الرعود

رصائع حبيبتي الحسناء ثكول الازورار

أهتاج الخيال عابس حتى ثراها

حتى النخل العراقي مرزأةٌ خوصاته الذّبلى

فوقه البلابل طرائد من سحنة العقبان

من صدري أمي الجزوع ترثمه الاطيار

مزن السّهام تسكن في العظام

كلاب تحرس القدس تنبح على ليلة الاسراء

عروشّ من عرب تدافعوا على ذبح الرسول

القدس مثل حبيبتي تينة بكرّت في الرغام

ماسر ّ هذا الحزن في عيـــنيك

كيف رضعتي ثدي المنون أرزام الاصفرار

أنام على الصّوان وسلوتي عواء الذئاب

تقلقلَ الزعاف ضارع في أصابع الليمون

تصلصل مالك الحزين في التل الكئيب

ذئاب مسومة تقّرح الشام تعلنها عصبة الاشرار

حشوة الوحشه الحمقاء سلوة القرى

شيـّبة على شعّاب التيه زبد الظلام

أجناس تعبد صدام يابئس الوعيد

يطول نياح شدوقها عروسة الازهار

آه أماه اين أنتي متى تولدين

ظهري المكدود لجام اللئام

حثحث الحتوف راحلتي مثل القطا العابرات

فصوص الرّدى أوسمتني كبــوة الاسفار

أماه أين انتِ أين أخوتي وطفلتي الخرساء

أكان الكوخ والجوع ضرجاني عواء الجذّام

فواصل الشباب سخت سناسن العمر

فرّاشة تونس تبــــاع في خان قمّار

أختبئت في الصحراء وردة موسميه

وأهداب الليل وقاموس الاماني ونزق الكلمات

على مبكى الرّمان كانت زهرة النسرين مسلوبة الخِمار

وصدى نادب جاء تتبعه غضفُ الخرائب

يذود عن قمامة الشوارع لصٌ شيخ القبيله

عقربّ لدغ موسيقى الشلال عضو البرلمان

مثل جيش يزيد عظم أن يبقى سروال للحسين

كانه كوكب دري والارض حبلى بالذنب ومضغة العار

ساق الحزن لامس نايات الهديل ومطامع البيلسان

ومنديل الدموع تبقى على مجرى الهيّام

مشرعةَ النوارس تموج ريشها

مشرعة ٌ مدن الألام مذبوحة النجوم على نهر من الحور

نائبات ترّذ أسواقها الحافيه وضجيجها أستطار

لاغد لهذا الاجيال الامواوويل القمح بين طيات السراب

تستحم في ذوائب اللهب كنيزة الغاب

أملي لجيدها الرحيق كنتُ والوان الصباح

تراكض العمر وشبابي المغدور تكور كالهندباء

قذفت في ساقية النرجس سراجها ومشانق الثوار

أماه الم تولدي أنت بعد ؟

شممت بركة الحنين مضمومة على غيمة نازفه

أنام والنار خشخاش الضلوع وأفيق والثلج كسائي والنحول

كم حلمت ان أتغطى بكمنجة قلبك وعبير الامومه

لكن خريفاّ من الارّق يشد ظفيرتك الى مهبَ الثمام

طائر السمان ثاو على ملجأ الخرير ومهابط الاكدار

اماه أهش الضيم أين شتلة الحناء في صلاتك

أين كفك تؤام الرخام وشبابة الياسمين

بكيتها في زوايا الصيف وعند أنين العنب

واسفاه شواطئ صوتها منذورة لراهبة الشجون

وجثمان المراثي نايها عند حداد الاشجار

اماه أين أبي هل عاد حدثتيني يجمع قوافي الرّعوف

في منخل الشمس يغربل نحلة اللوز وهلال الغناء

مات في السفح متعب وجراره المرصوفة

على تململ السمسم تكسرت وغيبوبة الصّبار ....

----------------------------------
حيدر الزيدي
النجف الأشرف
8-11-2017
اللوحة / لكبير أساتذة الفن السوريالي الفنان العالمي الكبير العراقي مؤيد محسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق