هُويّه
أجـراسُ مـوتِــك َ تنـهـيدٌ روائيُّ
وكـاسُ روحـي أسـىً دمــعٌ سلافيُّ
وأحرفُ المـوتِ في شِعري ملائكةٌ
ولحن ُ قيـثـارةِ المــنفى خرافيُّ
مــازالَ صـوتُكَ منقوشاً على أذني
ووردُ وجـهــِكَ نيســـانٌ غــلامـيُّ
يا راحـلَ الرّوحِ لم تقتلْكَ أسهمُهم
فالموتُ في حضرةِ الأشرافِ محنيُّ
ومفـــرداتُ الأسى في كــل قافيةٍ
تنسى أسـاها فصــرحُ الرّوحِ مبنيُّ
وصـدرُكَ الصـّلبُ لم تثقبْهُ قنبلةٌ
فعاشقُ الموتِ طلــقُ القـلبِ عذريُّ
عمــرُ الشّهيـدِ مديــدٌ يا بنادقَهم
ما من رصــاصٍ وأمـرُ الموتِ منسيُّ
الأرضُ تغــزلُ ثوبَ العــزّ من دمِهِ
فكــلُّ غــازٍ يــدوسُ الأرضَ منفيُّ
قـل للّذي جــاءَ يدعو للجهادِ هنا
كفى فكيفَ وفي الأقصى صليبيُّ?!
وكيــفَ تقتلُ طفــلاً مسلماً وعلى
البيتِ الحرامِ -رعاكَ اللهُ- عِبريُّ?!
وجئتَ تقطفُ زهراً للصــّلاةِ زهى
في كــل قـــلبٍ وتنـــسى أنّهُ حيُّ
قـلْ للّذي جــاءَ يروي أرضَنا جثثاً
جــرّدْ حسامَ العـدى درعي دمشقيُّ
إسلامُنا صـوتُ هذا الكونِ فاستمعوا
ولا تظنــّوا بأنّ القـــــولَ شِــعريُّ
كــلُّ الغـــزاةِ قديماً أدركـوا جملي
فالكــلُّ ولّى وهـــذا الدّينُ محــميُّ
يحاصرون الصـّدى في قـاعِ أنفسِنا
فقطعةُ الصّوتِ منّا في الدّجى ضيُّ
رصاصة ٌأصبحتْ في الكونِ حاكمةً
وحــاكمٌ في أصــــولِ الشــّرعِ أمّيُّ
ودمــــعةٌ ينكوي خـــدُّ الإلـهِ بهِ
جثـمانُ طفلٍ مــعَ الأنقـاضِ مرئيُّ
وشـــالُ محبوبةٍ في كــفّ عاشقِها
يشـــمُّهُ كلّــــما لـــم يُجــدِهِ شيُّ
وكلّما اصــطكَّ قيدٌ للحــصارِ على
أحـــلامِهِ وفــــــؤادُ اللّيــلِ مدميُّ
في كــل عيـنٍ ضيــاءُ اللهِ يرسمُنا
هيهاتَ عمرُ بلادي الخــصبُ مقضيُّ
في وجهــِنا للمنــايا ضحـكةٌ فإلى
اللّقاءِ يا مـوتُ دهري َ-ما مضى- حيُّ
في صدرِنا للمعــالي شهقــةٌ عربيُّ
الروحِ أبقى وهــــذا الجــسمُ سوريُّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق