فنجان قهوة سمراء
وما أن عقدت نية الشروع في التركيز لإنجاز مهمة لا ترغب بإنجازها،، هيّأت كل أجواءها،، صنعت فنجانا كبيرا من القهوة السمراء السادة بوجه كثيف، أغلقت الأبواب وفتحت جزءا يسيرا من النافذة،، حضرت الأقلام والأوراق والمراجع، ثم حددت بعض الأغنيات لفيروز لتسمعها على موجة منخفضة،، لم تغرد فيروز إلا جملة واحدة.. "وقف يا أسمر في إلك عندي كلام" فتبعثر كل الانتباه وتشتت التركيز وقفز ذلك الأسمر في مخيلتها، هاتفها قلبها،، ما هو الكلام الذي تملكينه لذلك الأسمر؟ فوجدت نفسها تجلس بجواره على مقعد خشبي على مقربة من الشاطئ،، بصمت وبدون حديث،، كانت يداها غارقتان في بحر يديه الحنونتين، وفي بعض الأحيان تدير رأسها لترسم ابتسامة صنعت خصيصا من أجله، فتجده ينظر إليها بحبّ وامتنان، فتزداد ابتسامتها خجلا، وتتكئ برأسها على كتفه،، وتسرح في موجات البحر الأزرق الهادئ،، لم يكن هادئا هذا البحر صدفة، بل كان يحاكي هدوء قلبها،، ومع أول موجة كبيرة، عرفت أن دقات قلبه ترتفع، وأن ثمّة تصرّف متهوّر قادم...
لم يكتمل المشهد في المخيلة، فقد أيقظها غناء فيروز "شايف البحر شو كبير؟ كبر البحر بحبك" حتى وجدت القلم الذي بين يديها والذي حملته من أجل انجاز المهمة، قد أنجز مهمة رسم وجه ذلك الأسمر على أوراقها المبعثرة...
لحظة صفا.. لحظة اختلاء مع النفس
أغلقت كل الأغاني ودندنت... سلملي عليه وقلو اني بسلم عليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق