الثلاثاء، 4 أبريل 2017

،،،،،،أنا وطن،،،،،،


كنت  خلف الحجر
متوارياً...
أسترق النظر
ورأيته متعباً أشعثاً أغبر
هناك عند محطة الأنتظار
في ميدان الوفاء
عند الأنعطافة الأولى
قرب أول المعبر
كان يحمل لوحة على صدره
كانت صورته وفي يده مشعلاً
يمسكها بكلتى يديه مبتسماً
رغم الجراح وفيضه الأحمر
وقربه حقيبة هرمة سوداء
في قلبها قيد القهر
هناك كثيرون عند المحطة
لكن هو
من جذب النظر
الكل في الانتظار
 حتى وصل باص الرحيل
توقف الباص
ترجل قائدها
وأغلق كل النوافذ
ثم فتح الباب .... و أمر
هيا تعالوا واحداً بعد الأخر
وأبرزوا بطاقاتكم
كي أعرف أيكم يرحل معنا
وأيكم يبقى هنا
كعازف المدية على
أوداج كمان النحور يبقى هنا
ونافخ ناي الجمر
كلما خبت الدهماء يبقى هنا
ومخاض القبور
قراع الطبول يبقى هنا
والفرشاة والالوان  تبقى هنا
ترسم بيارق الموت للتاريخ ذكرى
اما الباقون فيرحلون معنا
بدأ الضمير أولهم
 نظر القائد في بطاقته
قال أنت صديق
 أركب بحذر
ثم تلاه ماء الوجه
وبعده ماء الجهد
ثم الحياء والوفاء
والحب ثم الصدق
ثم الزهور والشجر
والماء والسماء والحجر
الأطفال والطير مر
والشرف الرفيع مر
الكل مر...الكل مر
وصل له الدور ... كي يمر
أقترب واللوحة على صدره
والأبتسامة وحقيبة القهر
دار حديث قرب باب القدر
قائد الرحيل:-
توقف ياهذا أين بطاقتك
أنا:-؟؟؟؟؟؟؟
أنا البطاقة
أنا الهوية
أنا الجميع
أنا أنت
أنا..... الوطن
رد الرحيل:-
ولكن ...
 لم يبق هناك سوى مقعدين
لذا أنت لن تمر
قال :-
كيف ...
نأخذ أثنين للمقعدين فقط
أعطنا لوحة الحرية وأبتسامتك
هكذا أمتلأ الباص
نلتمس منك العذر
عد أنت وقيد حقيبتك
نحن لا نحمل الأوطان
بل نحملها القهر ... !!!
بل وحتى القدر ...؟؟؟
رحلوا ......
أخذوا الحياة ورحلوا
أخذوا السنين ورحلوا
أخذوا الدموع ورحلوا
عاد والموت حوله
أيها الموت
أنا مفجوع كل الذين رحلوا
أيها الموت لم يبقى سونا
أنا  وأنت ؟؟؟
لابد من رحيل احدنا
برأيك من سيرحل ؟
سوف ترحل
أيها الموت كما رحلوا
البقاء لي
الحياة لي
أنا الحياة ...أنا الماء
وأنا الضمير ..والوفاء
أنا السماء .. والحجر
أنا الطفل...
      أنا الطير ...
          أنا الشجر...
الكل يرحل .... وأنا وطن
:
:
:

المهندس نزار الاسدي
     (العراق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق