الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

باشا عوض //////

قالت أرثني قبل الممات..
شيد لي قبراً ونعشاً
وأصنع من جسدي رُفات..
فأنت شاعر تجيد الكذب والإغواء
أكتبني قصيدةً تعيد للشعر مجده
تسطر تواريخ الدمع والبكاء..
وأعدني صبيةً الى خيمة الخنساء..
قص لي أسرار النساء..
منذ كُنّ عبيداً وإماء..
وفك لي شفرة الجسد الماء..
أعدني الى ماقبل نطفة التكوين
وقبل التكور في قرار الوجع المكين
ماذا سيكون لو لم أكون..
فالموت غاية اليأس
لوحةٌ من تراجيديا البؤس
زفرةٌ حَرّى
وقلبٌ ملّ الحياة
على قيد الحياة..
فلا تبتأس
فانا ليست آخر الحكايات..
هب أني لم أمت
وفي سفر الخلود لم يُكتب إسمي يوماً
ولم أكن..
وأن ماراودته ليس الموت
ولكني حَنَنْتُ الى رائحة الطين
أن أتشقق في رحم الارض
وأصير خيطا معلقاً في بذرة التكوين
لأعود لقوالب العتمة
وأشكال البدايات
أن اصير فخاراً ورملاً
طين لاذباً وجمراً
فهل ستحرقني لأتشكل..
هيئ لي الآن المرسم
وأرسمنى على هيئة طير
على جدار المدفن..
فأنا لم يكن لي يوماً مخلب..
مقلمة عندي أظافر الصبر..
كلما مددت أقدامي في الأرض
ضاقت بي الأرض
وصارت أوجاع روحي أرحب...
فأنا لم أكن في خيال الفكرة
سوئ نسيان يمسك
بذاكرة النسيان..
وهمهمة لم تترجم..
فأكتبني قصيدة وأهدني للبحر
راهبة ضلت موج الشطئان
ليتحلل جسدي ملحاً ورملا
وأتصاعد غيماً وعطراً
وأرثني قبل الممات
إن كنت سترثي خيط دخان..

================
بقلمي: باشا عوض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق