الخميس، 20 يوليو 2017

محاولة أخرى,... للفهم! 

بعمر الوحي, نزداد قناعة من كون الحياة فعلاً ترتدى نقابا,نقاب من طراز رفيع.
تحترف التهريب, رواغية هي إلى الحد الذي يجعلنا نؤمن أنها تفلت من اي تعريف, من أي حصر تسقط امامها كل احتمالاتنا التوقعية.
أمرها غرائبي, تضع نقابا شديد العتمة, شديد الغواية...
رواغية هي بامتياز, وعلى كل من أحبها بصدق, عليه أن يستعد ليكون من أول ضحاياها, تختارهم بإضمار وترصد كبيرين وحتى من نجوا كانوا قلة, نجوا بأعجوبة خرجوا بخيبات وانقطاعات في تيار الذاكرة
بخيبات تلاحقهم وحتى بتشوهات كثيرة..
تريد منا أن نكون أشبه بلاعب شطرنج منفرد, أنت في مواجهة الأنت, مجبور أنت على احترام قوانين اللعبة حتى آخر قطعة, أنت وحدك المسؤول عن اختيار مواقعها وعن تحريكها مسيطر انت على ممراتها ومتاهاتها وحتى على فراغاتها. أي تحرك خاطئ منك قد لا يسعفك.
أحيانا, تريدك أن تكون بحذر بستاني ماهر, تمسك برهافة الفراش دون أن تكسر الجناحين أو أن تخلط الألوان.
أو أن تكون بحضور وجاهزية قارئة نشرة الأخبار ,نجدها في سباق محموم لاحداث التناسق بين الصورة والحدث ومرارة الإحاسيس.
أن نكون ببراعة قائد الطائرة, كل شيء تحت السيطرة
يعرف تماما لحظة الإقلاع ويخشى الهبوط الإضطراري..
في حالات مغايرة ,نتحول شئنا أم أبينا أشبه ما نكون بمايسترو ماهر نتنقل من حركة إلى حركة دون تسريب الملل أو التوتر أو احداث نشاز...
مطالبون في أحيان كثيرة أن نكون بذكاء زهر عباد الشمس نعرف جيداً الاتجاهات
تجبرنا أن نكون بتوقعية واستباقية النحل, تراها لحظات الربيع  تخشى الربيع, لا تعنيها كميات العسل بقدر ما يعنيها التكاثر والتناسل والتفريخ, تصنع لنفسها فصلا خامسا وتتأهب لسبع سنوات عجاف...
ومرات عدة, تريدنا بحرفية معماري, يهيئ القواعد ويتخيل رسم الزوايا, يخشى لحظات  السقوط والانهيارات المدوية ...
أي محاولة اقتراب من عوالمها ليست الا محاولة يائسة وقفزة في الظلام !!!!!(........(

حفصي بوبكر
تونس... /

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق