*في إتجاه ما*
وقفت في منتصف الظل
بين المساء
و تقاسيم الغروب
في الممر أمامي
حفيف الثنايا
تضيعني عن الممشى
و يتوه عني
تأريخ كيمياء المستقبل
بلا هدف في المقهى
سوى سماع أحاديث الاعتياد
يقول التلميذ لمعلمه الغائب
أكرهك لأنك علمتني
و الآن أنا احارب أبجدية كاملة
و لا أظفر بحرفي
.
و يجيب الصياد
الماكث في شباك الحلم
قد رميت اليوم كل شباكي
و لا انتظر سوى غيمة يتيمة الوجهة
كي يحط السمك من رحلاته
و يشبع نهم الغريزة
فأشبع عائلتي
في زاوية أخرى من المقهى
تجلس النادلة
على غير عوائد التقاليد
تجلس على كرسيها الأعرج
و تقابل مرآتها
خجولة من رؤية الفرح
في انعتاق الكأس
و تقول لشايها الثائر
في البراد
تمهل كي أبكي و أبكي
من لي ليشربني
و يتعطر بسكر وجعي
ثم تنهض
و انا لازلت في جزري
أفاوض ورقة الامتحان
كتبت لرئيسي في الشغل استقالتي
و في خانة التعليلات
أضفت مقاطع من أمثال داوود
"لمن تقرأ مزاميرك يا داوود"
ثم وقفت مع الواقفين
و مضيت مع السائرين
في اتجاهات الغياب
و لا خطط لدي
و لا معلومات
فقد جربت طاعة الرعية
و نفذت وصايا القرآن
لكنني لم أجد غير نصف ذات
و نصف إيمان
Abdal Fatah Naffati
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق