ليلُ الغريب
بقلم الشاعر السوري الكبير /أحمد عبد الرؤوف
هلمّي يا صبــايا الهــمِّ حولي
وضــمّي فيَّ أحـــلامَ الغريبِ
وغنّي ربّما تغــــفو اللّــيالي
وتفنى الذّكرياتُ على الدّروبِ
وأنسى أنّني ما خنـــتُ عهداً
وأنّي مـا جنيتُ ســوى الذّنوبِ
هلمّي يا صبــايا الــهمِّ حولي
ولا تنـــسَي مواعيـــدَ الغروبِ
ولا تدعي الغـريبَ بليلةِ الؤنـ
ـسِ مبتسـماً يضــجُّ بلا نحيبِ
ويرحلُ فــوقَ أجنحةٍ طــوالٍ
ويندبُ مــا يرى بعـــدَ المشيبِ
هلمّي يا صبــايا الهـمِّ حولي
أنا مـن لــمَّ أجــــزاءَ الخــطوبِ
ومـاتَ بذكرياتِ الأمسِ شوقاً
ومـــا ذُكـــرتْ لهُ ســـيرٌ بطيبِ
ولا ابتسمتْ زهورُ العشقِ فيهِ
ولا خفــقَ الرّبيــعُ على السّهوبِ
غريبٌ يا صبايا الهمِّ وحـدي
ومـــا عــرفَ الصّفا يومـاً دروبي
ولا همسُ القوافي هزَّ شِعري
ولا كـــانَ الهـــوى يومــاً نصيبي
ترى سنعودُ للأحـــلامِ يوماً
ونحـنُ هـناكَ في وسـطِ الطّيوبِ?
وشملُ الحـبِّ مجتمعٌ بوجدٍ
وؤنــــسٍ مشـرقٍ بــيــنَ القلوبِ
ترى سنعودُ في صفوِ اللّيالي
وننسى ما شــهدْنا مـــــن خطوبِ
سنرجعُ يا صبايا الؤنسِ يوماً
إلى البيــتِ العتيــقِ فــلا تغيبي
ونمــلأُ كـــلَّ زاويةٍ بعــيدٍ
يضــيءُ الشّـمعَ في ليـــلِ الغريبِ
أحمد عبد الرؤوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق