الاثنين، 28 أغسطس 2017

احمد عبد الرؤوف//////

بلقـيس

بلقيــسُ عــادتْ للقتيلِ حياتُهُ
لـــمّا تقـــــدّرَ أنَّ  ذاتَـــكِ ذاتُهُ

ومواجعُ الأحلامِ غــابَ ضجيجُها
وغفتْ على صدرِ الفــؤادِ فتاتُهُ

وقضى زمانٌ كـانَ يغــزلُ أدمعي
بلقيسُ في قلقِ الظّنــونِ أباتُهُ

مــدّي إليَّ يـدَ الحــروفِ بلهفةٍ
عطشَ القريضُ ومقلتاكِ فراتُهُ

ولتملئي كــلَّ المـرايا في دمـي
ولتكـتبي شِـــعـراً نـدىً أبياتُهُ

ولتنصفي ـ يا كـلَّ من أحيا وأقـ
ـضي ـ شـاعراً ما أنصفتْهُ دواتُهُ

يا يأسَ مـوتي من وصــالي كلَّما
صلَّتْ على جثثِ الصّدى أصواتُهُ

يا ريبَ قلبي كلّما ابتسـمَ الهوى
ويقينَهُ إن أســكــــنتْهُ صلاتُهُ

مــازالَ ذاكَ الحــبُّ فيَّ ينوشُني
وبأضلــعي لا تنجــــلي أنّــاتُهُ

فأتيتِ تبـــرأُ فيكِ كــلُّ وشايةٍ
تنبي بأنَّ الحــبَّ جـــفَّ نباتُهُ

بلقيسُ لا تدعي الفـناءَ يمجُّني
حــتّى تُهثّمَ خــافقي نبضـاتُهُ

أقبلتِ عمراً لا يمــوتُ فسافري
في أضلــعي نفَسـاً روتْ شهقاتُهُ

وتبسّـمي في كـــلِّ قـافيةٍ لعلَّ
الشِّعـرَ تزهــرُ في ثـرايَ رفاتُهُ

لم يبـقِ ذاكَ الحــــبُّ فيَّ بقيّةً
جفّـتْ على شـفةِ النّوى كلماتُهُ

وشـدا بنافذتي الخجولةِ راحـلاً
تهوي على خـــدِّ السّرى دمعاتُهُ

دمُ هــذه الـرّوحِ القـــتيلةِ نازفٌ
والثّأرُ يا بلــقـيسُ مـــاتَ دعاتُهُ

وعـــزاءُ أحـــلامي بأنَّ بها هوىً
ستثـورُ بي بعــدَ المماتِ حياتُهُ

مازلتُ أخفي عنكِ حزناً جامحاً
تجــثو بأروقـةِ الحشــا مأساتُهُ

في كــلِّ نابــضةٍ يؤذّنُ خــافقٌ
وتقومُ عرجــاءَ الغــرامِ صلاتُهُ

ويشــــيحُ عنّي وجهَهُ إن أدبرتْ
لا قلـــبَ إلاها يفــيــضُ فراتُهُ

كانتْ شغافَ الشِّعرِ في ورقي وكو
ناً صــابراً لا تنــطــفي نجماتُهُ

كانتْ كــتاباً وارفَ الصّفـحاتِ إذ
تهمي على ظمأِ النّـهى صفحاتُهُ

بلقيسُ لا تبكي إذا سافــرتُ في
وجعي ولم يرحــمْ يديكِ فُتاتُهُ

أو دكَّ ذاكَ الصّــيبُ أجنحتي إلى
أن شـــقَّ أجنـحةَ الإيابِ عُصاتُهُ

لا تسكبي صفوَ المحبّةِ في دمي
ما جفَّ في عرقِ القريضِ سباتُهُ

ألقاكِ في بحـرِ الخـيالِ غريقةً
وأنا ســـرابٌ لا تغــــرُّ نجـــاتُهُ

أقبلتِ في رئةِ القصـيدةِ مقتلاً
كالوقــتِ يكظمُ مقلتيكَ فواتُهُ

لم يبقَ لي في الحبِّ أيُّ وسيلةٍ
فامضي كتابُ الرّوحِ ماتَ نحاتُهُ

لا تشعري بالذّنبِ رغمَ الذّنبِ قد
حكمَ الهـوى وبكى عليَّ قضاتُهُ

فتــجــمّلي وترنّـمي لوداعِنـا
بلقيسُ ماتتْ في الوليدِ حياتُهُ

أحمد عبد الرؤوف  سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق