نداءات
فؤادي شقيقُ الحزنِ والوصلُ قاتلُهْ
ودهري شقيُّ العمرِ عشــتُ أنـازلُهْ
فلم أعتنقْ دينَ الرّســومِ ولم تطـأْ
بِشـِعري كتـابَ الأرضِ يـوماً أناملُهْ
نقشتُ على لـوحِ الجـفونِ طفولتي
وأغمضتُ عيني ربّـمـا سـأخـايلُـهْ
وأخفيتُ دمـعـاً فاضَ بينَ قصـائدي
على خدّ طـفلٍ إن غفـوتُ أقـابـلُـهْ
يخبّئُ جـرحاً نـازفـاً تحتَ جنحـِهِ
وتـنبئُ عـن ذاتِ الشـّآمِ خـصـائلُـهْ
فأبـصرتُ في عيـنـيـهِ رسـمَ مـآذنٍ
وأدركتُ بـوحـاً في الصّـدورِ منـازلُهْ
وعانقـتُ في أقـصـاهُ روحـاً ثـريـّةً
إذا المـوتُ يغــزوها تدورُ تـصـاولُهْ
تكلّمْ..دمشــقُ الطـّهرِ كانَتْ دمـوعَهُ
وحُلـماً ثــريَّ الـبـوحِ درَّتْ رسـائلُـهْ
وسيفاً غريبَ الرّسـمِ أرهـقَ مهجتي
وصـدراً عـتيقاً لا تُـعــدُّ قـبائـلُـهْ
وذلّاً قـبيحَ الـوجـهِ سـطّرَ خـاطري
وأصـلاً جـمـيـلاً لا تُـطـالُ أوائـلُـهْ
تكـلـّمْ فللـمـوتِ الـشّـقيّ حـكايـةٌ
وللرّوحِ سـيفٌ في دمشــقَ يـقاتلُـهْ
وللعشـقِ مـثـلُ الياسـمـيـنِ تجـذّرٌ
يسـافرُ في وجــهِ الـحزيـنِ يـغافلُهْ
سـأكتبُ يوماً في دمشــقَ قصـائدي
وفي المسجدِ الأقصى أطوفُ أغازلُهْ
وفي مصـرَ ألقى ذكريـاتِ كنانـتـي
وتشـدو على ثـغـرِ الـعراقِ بلابلـُهْ
أضمّـدُ جـرحَ الشـّعرِ في ورقي وأنـ
ـظمُ الحـبَّ بـيتاً لا تُجفُّ مناهلُـهْ
بـلادي وإن ضـاقَ السـّـلامُ تـذكّـري
بأنّ السّـنا بـعـدَ الدّجـى سنقابلُـهْ
وأنَّ الأسـى مـهـمـا اسـتبدَّ بحـلمِـنا
سـتكمنُ في روحِ الـجـحيمِ مـقاتلُهْ
بـلادي وإن سـنَّ الـزّمـانُ مـخـالـبـاً
تـنـوشُ قـريـضـي مـرّةً وتـحاولُـهْ
تـقطّـعُ أحـلاماً على شـرفةِ الـمدى
ألفـتُ صـِبـاها منذُ لاحـتْ أصـائلُـهْ
سـنـبـقى نـواري بالسّـنابـــلِ وردَةً
وتُـشـفى بحـضنِ الياسمينِ سنابلُهْ
نـبـدّدُ أحـلامَ الـرّصــاصِ بـبسـمةٍ
على ثغرِ طفلٍ دافـعَ الموتَ كـاهـلُهْ
دمشــقُ سيبقى العشـقُ زادَكِ والسّلا
مُ دينـاً عـلى كـفّـيـكِ يفـلـحَ سائلُهْ
تـعالي ولا تـبـكـي على بـعـدِ ليـلةٍ
أصابَ النّوى ما لـم تـصـبْـهُ مخاتلُـهْ
ومرّي بـجرحِ القـلبِ تـشـفيهِ لمسةٌ
فـوجـهـُكِ غـيـثٌ ليـسَ يهـدأُ وابـلُهْ
دمشـقُ سـيبقى المسـجدُ الأمــويُّ را
يةَ القدسِ والأقصى النّـقيُّ يـبـادلُـهْ
ويُغـفـرُ في عـيـنـيـكِ ذنـبـي لعـلَّهُ
سـيـدركُ ديــنَ الياسـميـنةِ جـاهلُهْ
أحمد عبد الرؤوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق