تراءت لي من بعيد... طفلة
تشتهي ثوباً جديدتنتظر هدايا العيد
تنام في ظل نجمة
تمقت العتمة
تسكن جوريةً
زَرَعَتْها بالأمس
كأن الزمان لا يعنيها
ولا يغتال الزهور المزروعة
في أوانيها ...
يا طفلة الزمن الغابر
والأحلام المسجاة
في قلوب ساكنيها
مواكب العيد
أضاعت الطريق
دُليها ...
كيف الطريق إلى الديار
إلى زقاق الحي
المسكون بالدمار
إلى الأطفال المصطفين
على قارعة الإنتظار
إلى توابيت الشعر
وقصائد الأحرار
أنا الشاهد المنصوب الثالث
في الصف الأخير
خلف النهار أختبئ
على ناصية الرمق المهدد بالزفير.
يا طفلة الربيع القادم المزور
دللي تربتي ...
بعشب أخضر
وزهور برية ....
إسقيها
عطري غربة قاطنيها
أخيطي جذورك الباسقة
نسيج كفنٍ يهدهد ساكنيها
جَمِّليها ....
بفيئٍ من الكواكب المضيئة
تؤنس القبور الموحشة
إقرئيهم تراتيل صلاة
تُطَمئن قلوبهم الواجفة
كوني يا زهرة الطفولة
حمامة سلام
علها الخيام المصلوبة
على فسحة الظلام
في جبهة الأرض الندية
توقظ ضمائر
سادتها النيام
في ليلة عيد قمرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق