بينَ اليأسِ والرّجاءِ والأمل
بنيتُ قصراً مـــن الأوهـامِ والصّورِ
يجاورُ النّجـــمَ بينَ الشّمسِ والقمرِ
أسكـنتُ كـــلَّ سنيني في ترنّحـِـهِ
حتّى غــــدوتُ بلا سـمعٍ ولا نــظرِ
جفَّ السّريرُ ومــــاءُ الرّوحِ ناضبـةٌ
وما كتبتُ أســيرُ الحـــظ والقــدرِ
نسجتُ أشرعــةً ضلّتْ ومــا وصلـتْ
شطَّ الأماني ولا مــالتْ إلى جـــزرِ
كيفَ الخـــلاصُ وأحلامي بها غرقتْ
بينَ الأحبّةِ تبـــكي طفــلةَ الزّهــرِ
فتّقْتُ كــلَّ حروفِ الشّعر ِفي ورقي
وما رشـفتِ حـروقَ الشّــعرِ بالمطرِ
عـامانِ أبحـــــرُ في عينيكِ غـاليتي
وما بلغـــــتُ أخـيراً غــايةَ السّـفرِ
عامـانِ منذ ُزرعتِ القلبَ في جسدي
وعشتِ بينَ ضيـــاءِ العيـــنِ والبصرِ
عامـــانِ نحــــلمُ والأرواحُ سابحــة
والقلبُ ينضــحُ في وجـــدٍ بلا كـدرِ
والوردُ يقضي صـباهُ العذبَ في دمِنا
وينفخُ العشـقَ في الأسـماء والصّورِ
واليومَ أقضي سـنينَ الدّهرِ في أرقٍ
وحدي أعبُّ كـــؤوسَ الهمّ والسّــهرِ
عبرْتُ يا طفلتي العشـرين فابتسمتْ
في خافقي زهرةٌ أحلى من القــمـرِ
ألقتْ شذاها بجسمي الكهلِ تأذنُ لي
بعدَ الشّحوبِ بعمرٍ غيــرِ منــحسـرِ
أهــدتْ إليَّ سنيـنَ الــدّهرِ صـافيةً
وآذنـــتْ بمضيّ العمــــرِ للــصّغَرِ
فأينَ أنتِ? جراحي أثقـلتْ جســدي
وبينَنا خــببُ الجـــــــدرانِ والبشرِ
نيســانُ أقبلَ والأغـــلالُ مـــورقةٌ
وعيدُنا عنـــهُ هــذا العامَ في سفرِ
ووردُهُ الصــّبُّ أحرقْــنا جوانــحَــهُ
لمّـا جفتـــْهُ لدينا قــبلةُ المــطــرِ
ماذا أقولُ بظلمِ الحب ?لســتُ أرى
قـولاً يزيلُ طفـوقَ الخـوفِ والضّجرِ
نيسانُ مادمــتَ مصـــحوباً بعودتِنا
فسـوفَ نعدو برجعِ الزّهـرِ والشّجرِ
ونرشـفُ الحبَّ في كــأسٍ معتّـقـةٍ
نشـدو فتعذرَ فيــنا نشـوةَ السـّـمرِ
نشدو نغنّي حـروفَ الشّعرِ أكـمَلَـها
فيورقُ الحرفُ بينَ اللّـــحنِ والــوترِ
ونلتقي ذاتَ يـــومٍ رغــــــمَ فرقتِنا
ألقاكِ حتّى ولــــو في رعشـةِ الكِبَرِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق