الخميس، 18 مايو 2017

ابو خليل حصحاص

----------------------------------------
                           هذا المساء
هذا المساء...
سأرتب مكتبي القديم..ذو الأعمدة الشقراء
التي مالت إلى الحمرة قد تمكن منها الصدأ
و أنفض الغبار على الأريكة دات التوب المهترئ
و أرتب بعض الكتيبات...
و أترك مسرحية موليير "مدرسة الزوجات"
و الوصايا العشر لسنيور أرنوف لصغيرته أنيس.
هذا المساء...
سأعلق سفائر الذكريات..
على لوح الماضي المكتمل
سأستشعر الحاضر و أستقبل الآتي..
سأشعل الشموع لأكسر عتمة الليل الطويل
و أتفقد مشطي و ما بقي من أسنانه..
الغير مكسورة
و أتوجه إلى مرآتي المشقوقة
و أخلص شعري بعضه من بعض
و أتفقد وجه كهل..
و ما أزدرأت السنين من ملامحه
و أحلق ذقني و أنعشه برذاذ العطر.
هذا المساء...
سأفك شفرة الصمت..
و أضع اسطوانتي المنسية لبتهوفن..
"أنشودة الفرح" السيمفونية التاسعة..
و أرقص على نغماتها..
و أسجل شهادة ميلاد جديدة.
هذا المساء...
سأعيد الحياة لمزهريتي
و أصب ما تبقى من ماء
لأنعش وردة قد أذواها حر الدهر
لتكون زينة مكتبي و أنسة وحدتي
و أكون لها كفيل ما بقي من عمري...
----------------------------------------
أبو خليل حصحاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق